بين مطرقة حسن شاكر و سندان ابو رزان!!!!!

إخوتي الأعزاء يسعدني أن اطل عليكم هذه الليلة بإطلالة
جديدة تختلف عن مواضيعي السابقة
و قبل الدخول في موضوعي و الذي يتكون من قصة قصيرة ثم الدخول في صلب الموضوع و بدون مقدمات طبعاً لان القصة التي أسوقها لكم تكفي عن المقدمة للموضوع .

أولا أرحب أخي العزيز حسن شاكر على دخوله في هذا المنتدى المتواضع و توضيح بعض الأمور الهامة رغم مشاغله. و احيي فيه اتساع صدره لرد على المواضيع التي طرحت في هذا المنتدى.
و اشكر الأخ أبو رزان على اشتراكه في المنتدى و حقيقة انه أعطى المنتدى نكهة خاصة اشتم رائحتها الجميلة و أنا جالس على مكتبي و من أمام جهازي المحمول .
لقد ذكرت هذه الاسمين بذات لاهتمامها الواضح بمشاكل الديرة و طرحهم يدل على ذلك.

القصة
عنوانها (وادينا الأخضر)

كان هناك قرية يعيش أهلها بجانب منجم لذهب لأحد الأغنياء و هم جميعهم يعملون في ذلك المنجم و عند صاحب المنجم ذلك الغني المستبد الظالم كانت ساعات العمل طويلة مرهقة فهم يعملون من الصباح حتى المساء لا يستطعون فيها أن يتعلموا شيئاً فكانوا جهلة ضعفاء متخلفين عن ركب القرى المجاورة واقعين تحت سيطرة ذلك الغني المستبد فلا يستطعون أن يقولوا له كلمة لا فأمره نافذ لا محاله و إلا حرمت من مصدر الرزق الوحيد وهو العمل في ذلك المنجم .
وشاء الله عز و جل أن يقيض لتلك القرية فتاه في مقتبل العمر تحمل في ثناياها حب للعلم و التعلم فأخذت عهداً على نفسها أن تخرج اهل هذه القرية من ظلمات الجهل الى نور العلم فجمعت اهل القرية و أبدت لهم استعدادها لكي تفتح لهم فصل دراسي فواجهتم اول عقبة فهم يعملون من الصباح حتى المساء فمتى يكون الدرس اذن فاتفقوا جميعاً على ان يضحوا بساعة ألغدا من اجل التعلم فبدأت فتاتنا الجميلة في استقبال أهل القرية و هم قادمون من المنجم فصبرت على روائحهم الكريهة و على صعوبة فهمهم , و مع مرور الأيام و تصرم أليالي و بفضل الله ثم هذه الفتاة كونت من اهل القرية اناس مثقفون يقرؤن واعون مدركون ما يدور حولهم فكانوا من قبل لا يتحدثون إلا عن ذلك الرجال الغني صاحب المنجم و عن المنجم و مشاكله أما ألان فتراهم هذا ممسك بكتاب البؤساء لهوكو و الأخر يقرأ قصة الحضارة لديورانت و ثالث ممسك بكتاب المنطق لأرسطو .....
لكن الأيام الجميلة لا تدوم و كما قيل دوام الحال من المحال , لقد رأى صاحب المنجم فتاة جميلة بنت احد أهالي القرية فأراد الزواج بتلك الفتاه و قد بلغ هو من العمر عتيا فرفض ابيها بشدة فهدد الرجل الغني بطرده هو واهل القرية جميعا من العمل في منجمه إن لم يوافق على اقترانه بتلك الفتاة , فاتَحدوا جميعاً ضده و كانوا من قبل لا يستطعون ان يرفضوا له أمرا فالحال تغير و المآل تبدل كانوا جهلة من قبل أما الآن فقد تسلحوا بسلاح قوي لا ينفذ ألا وهو سلاح العلم فاجتمع أهل القرية على قلب رجل واحد و عزموا على مغادرة القرية و ترك المنجم لذلك الغني الطاغية فهم الآن يملكون العلم و الإرادة و يملكون حرفة في أيديهم فلماذا لا يتركون القرية يحمون أنفسهم من القهر و الاستبداد .
فتركوا قريتهم و هاجروا إلى إحدى القرى المجاورة وهم يحملون معهم العزم و الإرادة و القوة المنبثقة من علمهم التي زرعته فيهم تلك الفتاه .
فعملوا في إنتاج الذهب من المناجم و صياغته , فأصبحوا من أغنياء تلك القرية الجديدة .

هنا انتهت القصة و لم تنتهي من واقعنا المعاصر .

أنا لا أريد أن أطيل فالقصة أوفت بما أريد أن أصل إليه و لكن أريد أن أوضح بعض الأشياء التي يجب التنبه لها .

قال الشاعر
بالعلم و العقل لا بالمال و الذهب
يزداد رفع الفتى قدراً بلا طلب

وجدنا إخوتنا الأعزاء يطلبون بإنشاء سفلته و إنارة وتنظيف لشوارع و تشجير و كباري و سدود و ملاهي و أرصفة وفروع للبلدية و الزراعة و للبنك وغيرها كثير .......

و يا للأسف لم نجد احدهم يقترح بإنشاء مكتبة في هذا الوادي المقدس او إنشاء مجلة تحمل اسم قريتنا المبجلة او تكريم رائد من رواد التعليم في هذه المنطقة الا وهو الشيخ / حميد بن نصاح عليه رحمة الله و اسكنه فسيح جناته .
او إنشاء جمعية تحاول أن تحد من انتشار التدخين و المخدرات و خصوصاً بين صغار السن في هذه المنطقة .

عذراً يا اخوتي فنحن مفلسون ثقافياً و متخلفون فكرياً لأننا لم نتخذ من العلم سبيلاً لتحقيق أمنياتنا او مطالبنا .

يقول كارنجي في كتايه دع القلق : كل دقيقة لا تضيف الى وجودك فانها تحط من قدرك .

نعم اخوتي فماذا اضفنا الى انفسنا و الى وجودنا علاوة عن قريتنا حتى ترتفع بها من الدونية الى العلو ؟ طبعاً نعرف الاجابة مسبقا لم نضف شيئاً .
و الله في نفسي الكثير اريد ان اكتب عنه لكن المجال لا يسمح .

و للحديث بقية

يقول المثل الصيني : العقول الصغيرة تناقش في الأشخاص و العقول المتوسطة تناقش في الأشياء و العقول الكبيرة تناقش في المبادئ .




ابو اياد
0556361712


_________________
كل مبدأ نبيل إذا لم يحكمه دين سمح مسيطر، يجعل سلوك صاحبه في الحياة غير نبيل.